مشتاق الربيعي

من الآن بدأت عمليات شراء الذمم في العراق، وهذا ما كشفته بعض العمليات عبر وسائل الإعلام المختلفة.
فالبعض يهدد، والآخر يُغري بالمال. وإن كنا صادقين، فإن أغلب هذه الانتخابات ذات طابع مالي، ومبنية على المصالح الشخصية والحزبية، وبعيدة كل البعد عن مصلحة البلاد والعباد.

العديد من مرشحي هذه الانتخابات يشبهون أوراق الخريف؛ تساقطوا في وقت سابق، وأخفقوا إخفاقات كبيرة في إدارة شؤون البلاد.
لذلك، ينبغي دعم الشخصيات السياسية الشابة والكفوءة، لأن العراق بحاجة ماسّة لهم، فهم ثروة العراق الحقيقية.
وعلى زعماء العراق دعمهم قدر الإمكان من أجل ديمومة العمل في العملية السياسية، رغم أن صورة الديمقراطية تكاد تكون مشوهة بالكامل، لأنها تحت مطرقة الأحزاب السياسية الكبيرة.

لهذا، علينا جميعًا المشاركة في الانتخابات، وانتخاب من هو الأجدر بتمثيلنا.
وكما قالت المرجعية الدينية الرشيدة في النجف الأشرف: “المجرب لا يُجرب”.

لذلك، نُهيب بالمواطنين مرة أخرى: شاركوا، ثم شاركوا، فالتغيير لا يكون إلا عبر صناديق الاقتراع.
وإن استمر التيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين السيد مقتدى الصدر، في مقاطعة الانتخابات، فمن المتوقع أن تكون نسبة المشاركة متواضعة للغاية، وربما تكون الحكومة المنتخبة فاقدة للشرعية.
فجميع المعطيات في الساحة السياسية العراقية تشير إلى أن نسبة العزوف قد تكون أعلى من جميع الدورات الانتخابية السابقة