منصة ثقافية أدبية

خُطبٌ رنّانة وجرائم فظيعة – حسين الصدر


بتاريخ يوليو 29, 2025 | في اراء حرة

المشاهدات : 119


-1-

 

التناقض بين الأقوال والافعال ظاهرة ملحوظة في سلوك الكثيرين ، ولا سيما أولئك الذين يتسلطون على الرقاب ويحكمون بالحديد والنار .

 

-2-

 

المثال البارز في الغلظة والقسوة وسفك الدماء وانتهاك الحرمات هو الحجاج بن يوسف الثقفي .

 

فاسمعه ماذا كان يقول في خطبه :

 

صعد المنبر يوم الجمعة فقال :

 

« امرؤ حاسب نفسه ،

 

امرؤ راقب ربَّه ،

 

امرؤ زوَّر عمله ( أي حٍَسنه )

 

امرؤ فكر فيما يقرؤه غداً في صحيفته ويراه في ميزانه .

 

امرؤ كان عند همه آمرا ،

 

وعند هواه زاجرا ،

 

امرؤ اخذ بعنان قلبه كما يأخذ الرجل بخطام جَمَله ،

 

فانْ قاده الى حقٍ تبعه ،

 

وان قاده الى معصية الله كفّه ،

 

اننا ما خلقنا للفناء وانما خلقنا للبقاء وانما ننتقل من دار الى دار «

 

-3 –

 

من يسمع هذه الخطبة يخيل اليه انها صدرت من رجل شديد المراقبة لنفسه حريص على ان لا يتورط باية معصية …

 

ومن يقرأ سيرة الحجاج يجد انه احد الجلادين الكبار في التاريخ ،

 

اما ضحايا إجرامه ومن قتلهم بسيفه فانّ من الصعب على الباحث ان يحصي اعدادهم

 

وهكذا يكون الدجل والضحك على الذقون .

 

-4-

 

وليس هذا التناقض بين الاقوال والاعمال مختصاً بالحجاج وانما هو نهج ملحوظ عند الكثير من السلطويين اليوم .

 

-5-

 

فهل التاريخ يعيد نفسه – كما قيل – ؟

 

-6-

 

ومن الطريف أنْ ننقل لكم قصة رجل حلف بالطلاق : إنّ الحجاج في النار ، ثم أتى زوجته فمنعته من نفسها ، فأتى ابن شبرمة يستفتيه فقال :

 

يا ابن اخي :

 

امضِ فكن مع أهلك ، فانّ الحجاج إنْ لم يكن من اهل النار فلا يضرك أنْ تزني .

الوسوم: