منصة ثقافية أدبية

مبدع من بلادي | محمد الكلابي


بتاريخ مايو 22, 2025 | في اراء حرة

المشاهدات : 321


كتب / الأستاذ محمد زكي ابراهيم

محمد الكلابي… الكاتب الذي تجاوز عمره بخطوات

قد يبدو للوهلة الأولى كاتباً شاباً هادئ الحضور، لا يثير الكثير من الأسئلة.

لكنك، حين تتقرب منه وتعرفه عن قرب، تدرك أنك أمام عقل مشحون بمعرفة لافتة، وجرأة فكرية نادرة، ومشروع ثقافي يتجاوز عمر صاحبه بسنوات.

محمد الكلابي، كاتب وصحفي سياسي عراقي، وُلد في العراق وينحدر من أسرة ثقافية علمية عريقة. غادر الوطن مبكراً متجهاً إلى السويد، حيث استقر وبدأ مشواره المعرفي الطويل.

نال شهادة الماجستير في الفلسفة وعلم النفس من جامعة ستوكهولم، إلى جانب دبلوم في علم الاجتماع من مركز لوند في السويد، ويتابع حالياً دراساته العليا في الدكتوراه، متخصّصاً في الفلسفة الحديثة.

وهو عضو في نقابة الصحفيين الأوروبيين، ونقابة الصحفيين العراقيين، ونقابة الأدباء العراقيين.

لكن تجربته لا تقف عند حدود التعليم. فقد كتب كتاباً باللغة السويدية يتناول فلسفة الفايكنغ من زاوية تحليلية فكرية غير مسبوقة، كما حاول مراراً نشر كتبه باللغة العربية، إلا أنه مُنع أكثر من مرة بسبب جرأته الفكرية ومقالاته النقدية التي نُشرت في عدد من الصحف العربية.

من أبرز مقالاته المثيرة للجدل، مقاله المعنون “عصبية ابن خلدون”، والذي نقد فيه نظرية العصبية الخلدونية، وقدم بديلاً فكرياً تحليلياً جريئاً كشف عن رؤيته الخاصة للهوية الاجتماعية والسياسية، ولاقى صدى واسعاً في الأوساط الفكرية.

على الصعيد المهني، تولّى الكلابي إدارة وكالة أنباء العراق لسنة واحدة، وكان أصغر من يشغل هذا المنصب في تاريخها، ثم انتقل إلى المجال التلفزيوني، فعمل مديراً لتحرير قناة العراقية الأولى، ثم مديراً للبرامج السياسية في قناة الشرقية.

وهو اليوم يشغل منصبين بارزين:

🔹 نائب رئيس تحرير جريدة “المستقل” الصادرة من لندن، والتي تُوزّع في العراق، البحرين، بريطانيا، والسعودية

🔹 ومدير الإخراج الفني والصحفي في جريدة “الدستور” العراقية

محمد الكلابي لا يقدّم نفسه بوصفه كاتباً عابراً، بل صاحب مشروع تحليلي يتقاطع مع الفلسفة والسياسة والمجتمع والإنسان.

كتاباته تنطلق من الداخل، وتذهب بعيداً في تفكيك المسلّمات. لا يكتب ليملأ فراغاً، بل ليخلخل يقيناً. لا يبحث عن المجاملة، بل عن المعنى.

ولذلك، فإن كل نص يكتبه يبدو كضوء صغير في نفق طويل… دعوة جادّة لمقاومة الصمت، واستعادة الأسئلة التي خنقها الضجيج.

الوسوم: