أخبار محلية و عالمية

اربعة اجيال جديدة.. من اولاها الاهتمام؟ / شيماء الجاف


بتاريخ مايو 4, 2025 | في اراء حرة

شيماء الجاف

حينما طرحت المفوضية العليا للانتخابات مؤخراً مشاركة 4 اجيال جديدة مشمولة للمرة الأولى فيالانتخابات التشريعية المقبلة ، فانها فتحت الباب على مصراعيه امام جملة تساؤلات مشروعة يطرحهاالشارع وبقوة.

فالمواليد الجديدة المشمولة بالمشاركة لأول مرة هي مواليد 2004، 2005، 2006، و2007، حيث بلغعدد ناخبي مواليد 2007 وحدها أكثر من مليون و55 ألف ناخب ، طرحت السؤال المهم:-

ما الذي عملته الاحزاب والكيانات السياسية للطبقة الشبابية طيلة هذه السنوات الطويلة كي تتوقع منهاالاندكاك في مشروعها السياسي ، وتأييدها في مسارها الانتخابي ، ودعمها في مشوار التغلب على باقيالقوى المنافسة عبر الرصيد الشبابي الجماهيري؟

ثم يضاف سؤال آخر:-

هل ادركت الاحزاب المتبارية في المضمار الانتخابي ان تعزيز مشاركة الشباب في العمل السياسي وتنميةحسهم القيادي كعنصر راسخ من عناصر الديمقراطية والمساعدة في مجال الحوكمة؟

كان من المفترض ان تعمل الاحزاب والكيانات السياسية طيلة اكثر من عقدين من الزمن على احتواءالاجيال والعمل على رفع الغبن عنها وعدم تركها فريسة ينهشها الفقر وتضطهدها البطالة بهذه الصورةالمزرية.

كان من المفترض ان يعمل كل حزببدلاً من الاثراء على حساب الصالح العامعلى انشاء مشاريعحتى لو كانت صغيرة ، لاحتواء الطبقة الشبابية الواعدة واستثمار طاقاتها الخلاّقة بدلا من تركها فيالشارع تتظاهر طلبا للتعين الحكومي بثمن بخس لايسد الرمق بل لايسمن ولايغني من جوع.

كان من المفترض ان تركّز هذه الاحزاب والكيانات جهودها بشكل غالب، علي تزويد الشباب بمهاراتالقيادة السياسية، وتعزيز مشاركتهم في المؤسسات السياسية التقليدية والرسمية، لصنع نخب واعيةوليس منتفعة من الشباب املها اقتناص الفرص ، والعمل على النهوض والوصول ، الى مصافاتمتقدمة.

كان من المفترض ان تعمل جميع تلك الفعاليات السياسية الى استثناء المقاربات التقليدية السائدةوالمعتمدة لاشراك الشباب في الحياة السياسية ، والوقوف على اولوياتهم وتلبية احتياجاتهم ، وتعزيزشعور الانتماء لهذه الارض بداخلهم ، فضلا عن اعتماد التجارب العالمية التي سبقتنا في مجال استثمارطاقات الشباب والافادة منها وتجييرها لمصلحة الوطن وليس الحزب.

لكن يبدو ان الحكمة السائدةاسمعت لو ناديت حياًقد تحققت مفهوما ومصداقاَ في منهاج الاحزابالسياسية التقليدية منها والجديدة ، حيث انها اولتالمنافسة السياسية والمكاسب الحزبية والفئويةوالتناحرات الضيقةالاهتمام الخاص ، حيث اصبحت كل هذه قضيتها الاولى ، بينما اصبحت ركائزهمالشعبية ومنها شريحة الشباب في حساباتهم ، القضية المليون.

الوسوم: