نصير جبرين
واوقفوا نزيف الفساد ، واعطوا المواطن حقه ، وعالجوا الامور بميزان العدل والحكمة .
نحن امام وضع لا يحسد عليه ، فدعونا الى ترك اللغة الناعمة ، ونتجنب كل انواع المسكنات ، ونتحدث بلغة الشعب الذي يعاني من الخيبة والاحباط والتهميش .
الخطابات والوعود والتصريحات لا تشبع جائعاً ، ولا تكسو عرياناً، ولا تعالج مريضاً، والرهان على الزمن سيكون رهانا فاشلا اذا لم تكن النوايا السليمة قد تحركت بالفعل ، والجهود قائمة ، والعمل المخلص الجاد يسير على سكة الصواب والموضوعية في معالجة الازمات .
يجب إعادة المنظومة الأخلاقية للانسان العراقي التي تدهورت منذ سنوات واتسعت في الوقت الحاضر بسبب عدة عوامل ذاتيه وموضوعية وكان الاعتماد سابقا على القيم الدينية والعشائريه والاجتماعية التي اهتزت في ظل التغيرات الاجتماعيه والاقتصادية الجديده مما خلق منظومه جديده است
لا نحتاج الى دليل أو برهان على حجم الفساد الذي اغرق العباد والبلاد وبكل اشكاله وانواعه وصنوفه ، فأهل الفساد يتبجحون كل يوم بأفعالهم الفاسدة من خلال وسائل الاعلام ، ونظرة سريعة الى مجمل التصريحات ، والرؤية بالعين المجردة الى السارقين يجعلنا امام الحقيقة العارية دون ان نتعب اقلامنا بالتحليل والاستقراء والاستنباط .
والخطر المحدق بنا من جراء جائحة كورونا لا يحتاج في خطورته الى منجّم ، أو قارئة فنجان أو ضاربة ودع أو جهد محلل سياسي فاشل ، فالأمور مكشوفة للجميع ، ومن اصعب الامور ادخال الواضح الى ورشة الاجتهاد والتخمين .
ما نعاني منه جملة من الازمات ، تتلخص في الوضع الاقتصادي المتردي جراء الفساد الشامل ، والذي تمخض عنه حالات من العوز والفقر والذل لعموم الشعب العراقي ، ونتج عنه العبث باستحقاقات الموظفين والمتقاعدين المتعلقة بمرتباتهم الشهرية ، وظاهرة عجز المواطن في تحقيق متطلباته اليومية .
وما يعكر الصفو ويحيله الى كابوس مرعب ، سوء الاداء المتعلق بالخدمات العامة ، ونحن مقبلون على حرارة الصيف العراقي .
وعندما تلتقي الازمة الاقتصادية بإفرازات الوفاء اللعين على ارض العراق ، يكون الوضع العام قد وصل الى غاية الخطورة ، ولا ينفع معه اجتماع بائس أو مؤتمر للتعارف أو تصريح اجوف .
الازمات عندما تصل ذروتها لا تحتاج الى شاطر يأخذ بأيدينا للوقوف على بشاعتها ، فقد دخلت نتائجها الى البيوت ، وبدأت تلهب النفوس والاجساد ، وعندما تصل الامور الى درجة المواجهة فعلى أولي الامر اختيار طريقين لا ثالث لهما ، امّا التصدي بشجاعة وحزم لمعالجة الفساد ، واتخاذ التدابير اللازمة لانتشال الناس من خطر الوباء ، أو التنصل عن المسؤولية وجعل الشعب يواجه مصيره بنفسه .
الله ينثر رحمته على من يقف في خندق الفقراء والمظلومين ، والله جلت قدرته يصب غضبه على كل المتغطرسين السارقين رغيف خبز الفقراء .
سيكون الله شاهدا على اعمالنا ، وسيكون التاريخ مدونا لأفعالنا ، وما خاب من وقف الى جانب ابناء شعبه ، فالوقوف مع الشعب يمثل مفتاح الحل لكل الازمات التي نعاني منها .
اقطعوا يد السارق يا أهل الخير
بتاريخ مايو 3, 2025 |
في مقالات
