حين تختزل الزاوية الحقيقة / اللواء سعد معن

حين تختزل الزاوية الحقيقة / اللواء سعد معن

اللواء الدكتور / سعد معن الموسوي

ليس الإنسان سوى سجين لرؤيته يظن أن ما يقع في مجال بصره هو العالم كله وأن ما تغيب عنه عيناهمحض ظلال لا تستحق الالتفات ، الحقيقة عنده ليست كيانًا قائمًا بذاته بل انعكاس لما يراه من موقعهكل فرد يقف عند زاوية يراها مركز الكون يزن الأمور بميزانه الخاص ويدافع عن يقينه كأنما امتلك مفاتيحالحق المطلق غافلًا عن أن الزوايا الأخرى تحمل ضوءًا مختلفًا للحقيقة نفسها

لكن أيُّ عقلٍ ذاك الذي يصر على أن نافذته الصغيرة تكفي لإدراك المشهد بأكمله وأي يقين هذا الذي لايقوى على الشك إن الإنسان حين يرفض أن ينظر خارج حدود رؤيته لا يعزل الحقيقة عنه فحسب بليعزل نفسه عنها يظل يدور في دائرة قناعاته يعيد تشكيل العالم وفقًا لها دون أن يخطر بباله أن هناكعوالم أخرى قائمة بذاتها تتنفس الصدق بوجوه متعددة

في ظنه أن ما لا يراه غير موجود وما لا يعتقده خاطئ وما لم يعشه باطل وكأنه لم يسمع قول الله تعالىوجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوافكيف يكون التعارف ممكنًا إن لم نكسر مرآة الأنا ونفتح نوافذنا علىرؤى الآخرين

الحقيقة ليست لونًا واحدًا ولا وجهًا واحدًا بل امتدادٌ من المعاني التي لا تُدرك إلا إذا تجرأنا على الخروجمن زوايانا الضيقة فمتى سندرك أن أعيننا لا ترى كل شيء وأن الحكمة تبدأ عندما نؤمن بأننا لا نملكالحقيقة وحدنا

حرب ترامب التجارية وسذاجة مصفقيه؟

د. حيدر سلمان

هؤلاء المصفقين لترامب وهو يعلن الحرب التجارية تلاولى على العالم، سيبكون دما وتذكروا ذلك جيدا.

هم وترامب، ومن نصحه بهذه الخطوة، يضنون انهم بذلك سيمنعون دخول اي سلعة اجنبية للولاياتالمتحدة مقابل بيع منتجاتهم الامريكية لنفس تلك الدول المرسمة عليهم هذه التعريفات العالية ضمنتوقيعه امس امام الكاميرات والمصفقين.

هل فهمتم مدى السذاجة؟

ماذا لو قررت ال 189 دولة كل على حدة ان تعامل امريكا بالمثل، هل فكر المصفقون بذلك ولو للحظة؟

الجواب، عندها لن تجد امريكا احد يدخل سلعها لبلاده وتصبح كاسدة حتى لو كانت الاجود عالميا،ليوجه ترامب اكبر ضربة لاقتصاد بلاده الذي يريد انعاضه عبر سذاجته وبتحريض المصفقين له.

يجب ان نفهم أن سكان امريكا لايمثلون غير 4.5% فقط من البشرية وببساطة ممكن التنازل عنالمبيعات لهم من الذين وضعت عليهم رسوما ترامبية، فالعالم ليس امريكا وامريكا ليست العالم.

من يفهم الوضع اقتصاديا يشعر ان ترامب جاء ليدمر امريكا ويحرض شعبها لتتفكك من الداخل ليكونبذلكغورباتشوفامريكا، ولانعرف هل ذلك بتعمد ام بسذاجة والان امريكا قطعت اذرعها الخارجيةبامر من رئيسها وبنفسها من مبيعات ومن وكالات خارجية كان تعمل لمصالحها وكثير غير ذلك من تاكالمنظمات التي كانت تعمل ليلا نهارا على نشر القيم الامريكة التي جعلت من امريكا القطب الاوحد.

اشعر ان ترامب جاء ليدمر امريكا بحجة جعلها عظيمة مرة اخرى وهو شعاره الذي انتخبه الامريكيين،والملاحظ انه وللان يحارب حلفاء الولايات المتحدة اكثر بكثير مما يحارب اعدائها فضغوطه على كنداوالاتحاد الاوروبي اكثر بكثير منها على روسيا والصين وايران وكوريا الشمالية وفنزويلا ودول تعتبرهاامريكا معادية.

يبدو انه سيكون للحديث بقية، ولكنها بالتاكيد لن تكون بصالح المصفقين والناخبين لترامب ولايبدو انذاك اليوم ببعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *