منصة ثقافية أدبية

تفاعلات الاحداث وإمكانية تفجرها – جاسم مراد


بتاريخ سبتمبر 18, 2025 | في مقالات

المشاهدات : 19


جاسم مراد

أعلنت كل من الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل ، بعد نهاية حرب ال (12) يوما ضد ايران ، بأن المفاعلات النووية الإيرانية تم تدميرها ، وان قواعد الصواريخ لم يعد بمقدورها إصابة تل ابيب مرة أخرى ، وبهذا المنطوق الرسمي ، اصبح العالم في منطقتنا والشرق الأوسط ، بعيد عن الحروب ، قريب من تفكيك الازمات ، لكن المتابعون في ايران ومنطقتنا العربية وفي واشنطن ، يرون غير ذلك فإلحاح واشنطن عن طريق الثلاثي الأوروبي ، بريطانيا ، وألمانيا ، وفرنسا ، بالزام طهران للتحاور مع واشنطن ووقف العمل بالنووي الإيراني ، يؤكد ما اعلنه مسؤول الاستخبارات الامريكية في وزارة الدفاع بأن الضربات الامريكية ولا الإسرائيلية لم تؤثر على البرنامج النووي الإيراني إلا بضعة اشهر أو اسابيع ، وتم طرده من منصبه .

تحدثنا في مرة سابقة ، بأن الحرب لم تنتهي ، والان يحذر وزير الخارجية التركي ، من خطورة الأوضاع في الشرق الأوسط ، نتيجة تفاعل الاحداث بين ايران وإسرائيل ، مؤكدا بأن تل ابيب توسع من دائرة استهدافها في المنطقة ، وقطعت تركيا كامل العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل ، فيما ذهبت الترويكا الأوروبية لمجلس الامن ضد ايران ، وإدانة روسيا الاتحادية والصين الشعبية هذا السلوك الأوروبي التصعيدي ضد ايران .

كل هذه الاحداث وتفاعلاتها الإقليمية تؤشر ، بأن هناك جولة جديدة من الصراع في المنطقة ، وان الكيان الإسرائيلي الذي يمارس ابشع حرب تجويعية وقتل في غزة ، بات يوسع من دائرة احتلاله للعديد من المدن السورية ويغّير على المناطق القريبة من العاصمة دمشق ويسعى لعزل مناطق ومدن سورية ، ومن ثم يتهيأ لخوض حرباً ضد ايران حتماً بالاشتراك مع واشنطن .

هذه التطورات باتت واضحة ، ولكن ماذا عن الجانب الإيراني ، ثمة إشارات وتسريبات إيرانية وحتى غربية بأن ايران حصلت على أسلحة جديدة مضادة للطيران والصواريخ ، من الاتحاد الروسي وجمهورية الصين ومن مصادر أخرى ، وان القوة العسكرية الصاروخية الإيرانية لم تتأثر بالحرب الأخيرة كثيراً وان أجيال جديدة من الصواريخ اكثر فتكاً من الأولى دخلت الى الميدان ، وان الحرب اذا ما نشبت فأن دائرتها تتوسع وأهدافها تشمل مواقع اخرها وان قوات مضافة من البحرية ستدخل فيها ، فهي حرب شاملة أو شبه شاملة ، وهي مؤكدة وليس توقعات ، فإسرائيل كيان عنصري يسمى عند اهل الريف ( مهموش ) لايتوقف ولا يتورع من نقل المعركة من مكان الى اخر ، خاصة وان واشنطن ترخي لجامه وتهيء له ساحة الركض .

وإيران دولة كبيرة وعظيمة بتاريخها وشعبها ومساحتها الجغرافية وعنادها الذي لا يلين مهما اشتدت الخطب عليها ، والمعلومات المتسربة تؤكد قدرتها على المواجهة واذأ اسرائيل ، وانها تمتلك طاقة من الإمكانيات يمكن استخدامها إذا ما شعرت ضرورة لذلك ، هذا الوضع تلمسه الجانب التركي ، وحذر من التداعيات التي اسماها وزير الخارجية التركي بالخطيرة ، ومن المؤسف لم يخبرنا الجانب العربي من خطورة ما يترتب من معارك على منطقتنا وشعوبها ، ولا عن التدخل بحكم علاقاتها مع ايران من جهة والغرب من الجهة الأخرى للحد من تصاعد التوترات ولجم الشهية الإسرائيلية المدعومة أمريكا من افتعال الحروب وذبح الشعب الفلسطيني في غزة وتهويد الضفة الغربية . 

ويتضح من تجاذبات الوضع في منطقتنا ، هو التسارع لإخلاء المنطقة من أدوات الردع الشعبي والوطني إذ كان ذلك ما يخطط للبنان وسوريا أو ما يستهدف العراق ، المهم إن المنطقة ليست في حالة استقرار وإمكانية تفجرها واقعة لا محال ، فايران بينت موقفها عبر مجلس الشورى ، إمكانية انهاء العلاقة مع المنظمة الدولية لانتشار الأسلحة النووية ، أو التعامل معها بطريقة غير تلك التي كانت قبل الحرب ، وبالرغم من الاحاديث التي تجري بين طهران وواشنطن عبر الوسيط وبصورة سرية ، فأن ذلك لا يمنع من قيام إسرائيل بهجوم جديد ، سيما وان حكومة نتن ياهو تواجه ضغوطاً دولية وداخلية ، وهذا الامر يجعل نتن ياهو يلفت الأنظار أما باتجاه لبنان عبر الدخول الى نهر الليطاني أو مهاجمة ايران ..

الوسوم: