منصة ثقافية أدبية

– هل الغاية تبرر الوسيلة – ناجح صالح. العراق


بتاريخ سبتمبر 14, 2025 | في اراء حرة

المشاهدات : 95


في كتابه ( الأمير ) يرى ( ماكيافلي ) أن الغاية تبرر الوسيلة .

وقد اتخذ ملوك وأمراء أوربا من هذا الشعار في حينه نهجا لسياستهم .

والواقع أن أكثر الحكام ورجال السياسة اتخذوا من هذا الشعار فيما بعد الأسلوب الأمثل لممارسة الظلم والطغيان .

ولو تأملنا قليلا بالرأي القائل أن الغاية تبرر الوسيلة لوجدناه مبدأ غير أخلاقي ، ذلك أن تحقيق أي مكسب وأي هدف يمكن الوصول اليه بوسائل غير مشروعة سواء اقترنت باعتداء آثم أو بطريق آخر ينفر منه الذوق وتلفظه الفطرة السليمة .

ان فئة منحرفة من الناس تسير على هذا الطريق بما فيهم النفعيون والإنتهازيون يريدون أن يصلوا بأسرع ما يكون لتحقيق صفقة رابحة وينتهزون أية فرصة لما تأمرهم به عقولهم المريضة .

ان كلا منا له هدف أو غاية في الحياة غير أنه يجب أن يسلك الطريق الذي لا اعوجاج فيه وألا يحاول أن ينساق الى دوافع ذاتية ليكسب الرهان ، انه حينئذ قد أخل بأبسط قواعد السلوك وأهدر القيم والمثل والمباديء .

ان ما يميز الخبيث من الطيب أننا قد نغدر برفاقنا لتحقيق غاية في أنفسنا مهما كانت هذه الغاية ثروة أو نفوذا أو سلطة ، أليس هذا خبثا ؟

نحن نجني على أنفسنا اذا أعطينا المبررات لرجل سفاح يغتال من يريد أن يغتال لنقول عنه أنه لغاية في نفسه قد فعل ما فعل لتكون الوسيلة هي الطريق الذي يبرر غايته .

ومثل ذلك قد نعطي المبررات لرجل يعيل أسرة ولم يجد عملا شريفا فمد يده الى مال حرام .

وكذا الحال في امرأة ليس لها من يكفلها ويطعمها ويأويها فسلكت دربا أساءت فيه الى عفافها .

فأي طريق يسير فيه هؤلاء ليقولوا ملء أفواههم أن الغاية تبرر الوسيلة !

يظن البعض منا أن له حق الإختيار في اشباع حاجاته من غير أي رادع وبأي وسيلة ، وهو ظن خاطيء أقل ما فيه ضياع الحقوق واشاعة الفوضى والتجاوز على أرواح الآخرين وعلى ملكياتهم .

ان المفسدين من الحكام هم من كانت لهم الحظوة في السير في هذا الطريق المثقل بالرزايا بما في ذلك استعباد شعوبهم وخنق الحريات وازدياد المظالم .

والحق أن الواقع المزري الذي تعانيه هذه الشعوب هو ما يقرره الحكام من أفعال قبيحة يحسبونها غايات لتوطيد سلطتهم بكل الوسائل الممكنة مهما كان شكلها لتزيد بالتالي من معاناة الرعية ثم ليفقدوا كل أمل في العيش بأمن وسلام .

الوسوم: