بدأت في أروقة اتحاد الكرة ملامح معركة انتخابية مبكرة وسط تحركات من شخصيات بارزة داخل وخارج الوسط الرياضي تتسابق لاعتلاء قمة الهرم الكروي في أيلول المقبل وتشير التوقعات إلى صراع محتدم من نوع مختلف إذ لا تقتصر التحركات على الرياضيين بل تشمل شخصيات سياسية أو مدعومة سياسيا يتوقع أن تلعب دورا في إعادة رسم خارطة كرة القدم في العراق
منذ التغيير عام 2003 تغيرت قواعد اللعبة في المؤسسات الرياضية لتصبح كرة القدم ساحة مفتوحة للباحثين عن الشهرة ولم يعد المشهد حكرا على الرياضيين خصوصا بعد دخول السياسة على الرياضة لتتشكل بينهما علاقة زواج كاثوليكي بلا انفصال او تحالف للضرورة سمه ماشئت
على الرغم من تحفظي الشخصي إلا أنني مع هذا التداخل لأن المال يأتي من السياسيين وقد أصبح عصب الرياضة والوضع الرياضي العراقي يتطلب هذا النوع من الدعم لتحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع
في ظل هذا الحراك المتسارع دخل أحد رجال الأعمال على خط الانتخابات واضعا نصب عينيه مشروعا رياضيا يرتكز على خبرته في إدارة المؤسسات الرياضية والتعليمية في المقابل يبرز مستشار حكومي وبطل رياضي سابق كمرشح يمتلك ثقلا سياسيا وعلاقات محلية ودولية متوازنة تمنحه فرصة كبيرة لتوفير الدعم الحكومي في حال فوزه وقد ينسحب من السباق في أي وقت وهناك مرشحون آخرون قد يظهرون في أي لحظة مما يزيد من تعقيد المشهد ويضفي سخونة على السباق نحو رئاسة الاتحاد
أما درجال الذي يرى البعض أنه أخفق إدارياً ونجح في جوانب أخرى تناولناها سابقا فيسعى بكل قوة لتجديد الثقة مستنداً إلى علاقاته الداخلية والدولية الواسعة درجال الموجود حاليا في قطر يناور بين بغداد والدوحة ويتجنب زج زيورخ في هذا الصداع المحتدم خشية عقوبات محتملة ويصر على خوض الانتخابات في موعدها منتصف أيلول دون أي تأجيل معتمدا على نفوذ زرعه خلال السنوات الماضية
وسط تساؤلات عن احتمال لجوء عدنان درجال إلى الفيفا لحسم بعض الملفات ومع ذلك تؤكد مصادر خاصة أن درجال سيواجه منافسة قوية من أسماء عديدة ستدخل السباق بقوة وربما تدفع بعض الشخصيات الكبيرة إلى الانسحاب فالمشهد غير محسوم حتى اللحظة ولا توجد ثوابت وكل شيء قابل للتغيير
إن المعركة المنتظرة لا تبدو تقليدية بل تحمل مفاجآت وتحالفات قد تقلب الموازين وتعيد ترتيب الأوراق المبعثرة بفعل فاعل داخل الاتحاد
أحبتي ان الكرة العراقية بحاجة إلى قيادة تمتلك رؤية حقيقية وقادرة على اتخاذ القرار بعيدا عن الضغوطات وتعيد الثقة للجماهير لذا فإن الانتخابات القادمة لن تكون تنافسا على منصب بل اختبار قوة لمن يمتلك مشروعا يعيد هيبة الكرة العراقية ويضعها على طريق الإنجاز
وللحديث بقية
