منصة ثقافية أدبية

في الحرب الخاطفة .. ومفاجآتها / د. كاظم المقدادي


بتاريخ يونيو 22, 2025 | في مقالات

المشاهدات : 45


د كاظم المقدادي
تظل الحروب الخاطفة ، حروباً مؤجلة .. طالما انها لم تخلخل الجبهات الداخلية ، ولم تحقق الأمن المطلوب .
والضربة الأمريكية للمفاعل الإيرانية واهمها مفاعل فوردو التي عجزت إسرائيل عن ضربها ، عقدت المشهد الحربي ، وستكون سبباً لاطالة الحرب ، وهذه الاطالة قد تتحملها ايران لحجم رقعتها الجغرافية ، بينما سيعاني سكان إسرائيل لصغر المساحة التي استوطنوا فيها .
أعود بكم إلى اصل المشكلة ، وجذور الحروب في المنطقة ، متذكراً ما قاله بوش الأبن ، عند سقوط برجي التجارة في 11 ايلول من عام 2001 قال ” إنها ستكون حرباً صليبية “ ..!!
أعتقد جازماً .. ان هناك اكثر من مخطط جديد ، و ربما سيكون ( الربيع الاسلامي ) على غرار الربيع العربي او الصيف الإسلامي ، مخططاً حديداً لتدمير الدول الاسلامية مجتمعة .
فهل يعي قادة مؤتمر التعاون الإسلامي المجتمعون بإسطنبول هذه الحقيقة .. ام ان الشك والكراهية على ايران ( الشيعية) التي تهدد مصالحها الأقليمية ، سيظل حكماً مسبقاً لا يتبدد ولا يتبدل ، وسيستمر إلى أن يأتي البديل الصهيوني المتمثل بحكم ابن الشاه المحاط حاليا بالمجلس الصهيوني الأعلى في امريكا ، مع بث اكثر من فيديو عن طريق الدعاية الصهيونية يظهر ولد الشاه ، محاطاً في إسرائيل من قبل حاخامات الصهاينة ، وكأنه على استعداد لحكم ايران بدلاً من الحرس الثوري و ولي الفقيه ..!!
يعرف الجميع كيف كان شاه ايران ( شرطي الخليج ) يقف بقوة مع تطلعات الكيان الصهيونى في المنطقة وفي المحافل الدولية ..؟
اعود ثانية .. إلى ما قاله الاستاذ محمد حسنين هيكل .. فقد تكلم عن هذا الموضوع الخطير قبل ان يموت .. شارحاً حجم الأخطار المحدقة التي ستحيط بالمنطقة العربية في حالة خروج ايران الاسلامية من المعادلة السياسية ..!!
ختم الكلام ..
هذه المعركة المصيرية بين ايران وإسرائيل هي معركة حاسمة ، معركة تتعلق بمصير ومستقبل شعوب دول الشرق الأوسط الذي يصر نتنياهو على تغييره بالدم والنار ، من خلال القوة الغاشمة ، وغياب رد عربي قوي وجبار .. ايران هي التي تقوم اليوم بهذا الرد نيابة ، والموقف العربي الحالي مازال يتفرج ، ممتنعاً عن الوقوف معها ومساعدتها ، مكتفياً بالاستنكار .. وأظن ان الموقف السليم .. هو رفض العدوان الصهيوني إجهاراً ، عملياً وليس إدباراً قبل ان يحل الندم على كل موقف خاطيء وسقيم .
لنترك مناكفاتنا مع ذيول ايران جانباً ، فالعراق اكبر بأن ينشغل بذيول ويترك الأصول .
ما يجمعنا بايران عبر التاريخ ، الكثير من المشتركات التاريخية والحضارية والعلمية ، ولنتذكر الحضارة العربية الإسلامية التي ، انبثقت في قلب بغداد وانطلقت من بيت الحكمة ، كانت حقاً حافلة بالمنجزات ، بل وحتى بالمعجزات .
ان كنتم تظنون .. ان بين ايران وإسرائيل اتفاقات سريةً ،فان مثل هكذا اتفاقات ، تبددت الآن ، ويفترض ان نحرر افكارنا ، فلكل حادث حديث ، فالمشكلة الاقليمية اليوم ، هي اخطر من مشاكلنا الداخلية ، فاذا لم يكن لنا .. موقف وطني عقلاني ومبصر من هذه الحرب التي تحيط بنا .. فأن العراق ذاهب إلى الفوضى ، علماً أن العراق لا يملك من الأسلحة ما يؤهله ان يدخل حرباً مدمرة .. تدار بالصواريخ العابرة ، وبقنابل الطائرات الذكية.
حسناً فعلت المملكة العربية السعودية ، واستنكرت عدوان الكيان الصهيونى . وقبلها كانت قد باشرت بعلاقات طبيعية مع ايران ، مبنية على الاحترام و المصالح الثنائية .
وإذا كانت لايران اذرعها في لبنان وسوريا واليمن ، وبيدها قرار الحرب والسلم ،فهذا الوضع السياسي قد تغير كثيراً .. علماً ان لإسرائيل ايضا اذرعا وجواسيساً في العراق وسوريا ولبنان ، وحتى في داخل ايران وهذا ما ظهر من كشف لشبكات من الجواسيس الذين ظهروا ، بينما بلادهم في حرب مفتوحة مع اسرائيل ..!!
مشاكلنا وصراعنا مع الكيان الصهيوني ، هي صراعات مستقبل و وجود .. لأن هذا الكيان الصهيوني لم يمسح من قاموسه شعاره وحلمه القديم الجديد ، و الذي لا له بديل ( من الفرات إلى النيل ) ..!!
وسيقول احدكم ان الامام الخميني هو الآخر نادى بتصدير ( الثورة الاسلامية ) إلى الدول العربية والعالم / نعم هذا صحيح …
وكانت سبباً لاندلاع الحرب العراقية الإيرانية ، وكان للمخابرات الفرنسية والأمريكية والموساد دورا كبيراً فيها .. وقد خسر البلدان الكثير من الأنفس والأموال ، ومازال عدد كبير من الأسرى العراقيين في ايران ، وقسم كبير منهم مات في السجون الإيرانية .. والمهم ان لا تتكرر هذه الحروب العبثية ، وهذه فرنسا اليوم لها علاقات متميزة مع المانيا التي غزتها ودمرتها في الحرب العالمية الثانية،، المهم في قراءة التاريخ ، هو وعي التاريخ .
ختم الملام ..
المشتركات التاريخية والجغرافية والحضارية والمستقبلية التي تجمعنا مع ايران .. اهم وأكبر من كل خلافاتنا السياسية ، ولا اعتقد ان لنا مثلها مع الكيان الصهيونى .
والمهم في كل هذه الأحداث المصيرية ، ان يظل العراق قوياً بشعبه وبوحدته الوطنية .. مستقلاً بقراره السياسي ، محافظاً على حاله السيادي …/ انتهى

الوسوم: