حينما ينتابنا وجع في بدننا من أية علة تغشاه فان انفاسنا تضيق ويحتوينا ألم نكاد نصرخ من شدته لنلجأ بعدها الى الطبيب وقد نشفى أو لا نشفى ،ونتضرع الى الله ليشفينا من علتنا التي لازمتنا وآذتنا .
ان علة البدن مهما تكن وطأتها ووقعها ونوعها تصيب كل انسان فقيرا أم غنيا صغيرا أم كبيرا ولن يسلم منها أحد .
غير أن علة الروح هي العلة المحيرة في هذه المعادلة الصعبة ،ذلك لأن أمر الروح أمر نجهله ولا نعرف سره ولغزه وأن الله وحده العليم به .
ان هذه الروح التي ترافقنا في مسيرتنا والتي هي جزء من كياننا هي من تتحكم في امورنا اما الى خير او الى شر ..فثمة روح طيبة تدفعك الى العمل الصالح وثمة روح خبيثة تدفعك الى العمل السيء ،وأصعب ما في الأمر حين يحتوينا وجع الروح فهو وجع أشد ضراوة من أي وجع آخر ، يكاد يمزق اوصالك .
ترى اية ردة فعل تغمر الروح حينما يطوي الموت صفحة أعز الناس عليك !وأية ردة فعل أخرى حينما تطعنك الحبيبة طعنة الغدر والخيانة ! في حين ان الجانب المشرق يضفي على الروح الراحة والطمأنينة كما هو حين اللقاء مع الحبيبة بعد فراق طويل انتظرتك فيه بصدق وشوق ووفاء .
ان وجع الروح ومعاناتها لا يأتي من فراغ بل هو حصيلة هموم متراكمة تعبث عبثها لتضرم النار في احشاء هذه الروح .
وماذا بعد ! فان كانت الروح معنا اليوم ترافق البدن فانها غدا تفارقه ليكون معها حساب اما يسيرا لتدخل الجنة واما عسيرا لتدخل النار .
مرة أخرى فان امر الروح امر عجيب .
( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)