خرج منتخبنا من التجربة التايلاندية مكللاً بالنجاح بعدما توّج بلقب بطولة كأس ملك تايلند الودية وسط أداء متوازن وروح قتالية عالية. هذا الإنجاز يمنحنا دفعة معنوية مهمة ونحن نطوي صفحة المباريات التجريبية استعداداً للمرحلة الحاسمة في الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم.
المرحلة القادمة تضع المدرب غراهام آرنولد أمام مسؤولية قراءة كل تفصيلة في المباراتين أمام هونغ كونغ وتايلند إذ يُفترض أن رؤيته للمنتخب بعد البطولة أصبحت أكثر نضجًا مما كانت عليه قبل السفر إلى بانكوك. الفسحة الزمنية المتاحة حاليًا يجب أن تُستثمر في مراجعة شاملة لمستويات اللاعبين لحضورهم الذهني والبدني ولأسلوب الفريق والصورة التي سيذهب بها إلى السعودية.
ما يهمنا في هذه المرحلة ليس فقط تحليل الأداء بل أيضاً معرفة من نال ثقة المدرب واستحق البقاء في التشكيلة الدولية ومن هو الأجهز فنياً للاستمرار ومن سيكون ضمن التشكيل الأساسي في المباراتين القادمتين أمام إندونيسيا والسعودية. هذه الأسئلة لا تحتمل المجاملة بل تتطلب إجابات دقيقة تستند إلى الأداء الفعلي لا إلى الأسماء.
لكن وسط هذا التقييم لا يمكن أن نغفل ما حصل من مشادات وسلوكيات غير منضبطة. خروج فرانس بطرس ببطاقة صفراء ثم مهند علي ببطاقة حمراء مباشرة يضع علامات استفهام كبيرة. التصرف غير اللائق من ميمي في الدقائق الأخيرة لا يمكن تبريره خصوصاً في مباراة ودية. مثل هذه التصرفات تستدعي موقفاً مسؤولاً وحازماً لأن تكرارها لا سمح الله سيقوض جهود الفريق ويضعنا في مواقف لا طائل منها سوى التأثير السلبي على صورتنا ونتائجنا.
أعزائي الدروس المستخلصة من هذه البطولة يجب أن تكون واضحة للجميع. نحن على أعتاب أهم مباراتين في تاريخ الكرة العراقية حيث لا مجال لمنح المنتخب السعودي والإندونيسي هدايا مجانية على شكل بطاقات أو أخطاء ساذجة. يجب أن يكون التحذير شديد اللهجة وأن يصل لكل لاعب: الملحق لا يحتمل أي مجازفة والتفكير في مثل هذه التصرفات سيكلفنا الكثير.
نحن أمام فرصة قد لا تتكرر فليكن التركيز والانضباط عنوان المرحلة المقبلة.
أخوتي فلنكن جميعاً يداً واحدة وقلباً ينبض بحب الوطن إذ لا خيار أمامنا سوى الفوز وحجز بطاقة العبور إلى كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك
