منصة ثقافية أدبية

“أين أنتم يا حكام العرب؟ وماذا تخفون خلف هذا الصمت القاتل؟!”


بتاريخ أغسطس 11, 2025 | في اراء حرة

المشاهدات : 23


 

د. سهير عمارة

في زمنٍ أصبح فيه الكذب رسميًا، والنفاق منهجًا، والتفاهة مشروعًا ثقافيًا متعمدًا، لا نملك رفاهية الصمت، ولا حتى التأني.
أنا لا أكتب لأُعجب، بل لأصرخ. لأقول ما يهمس به الجميع سرًا، وأضعه على الطاولة علنًا.
نحن نعيش حالة اغتيال جماعي للوعي… وتواطؤًا فجًا من أعلى السلطات، بصمتٍ يُشبِه الخيانة، وسلبيةٍ تُشبه الرضا.

في كل دولة عربية، نُشغل يوميًا بعناوين مصنوعة:
• فتاة ترقص.
• شاب يسب الدين.
• فنانة تفك الحجاب.
• شيخ يثير الجدل بفتوى سخيفة.

كل ذلك يُضخّم ليصبح معركة الأمة، فيما القضايا الحقيقية تُدفن في الظل:
– انهيار التعليم،
– انهيار القيم،
– تجفيف منابع الفكر،
– سرقة مقدرات الشعوب،
– وتفكيك العقيدة من الداخل!

🎭 ما الذي يحدث خلف الستار؟ ومن يدير المسرحية؟

ما أراه – وأنا أكتب بوعي وغضب – هو أن هناك خطة جهنمية تنفَّذ بكل دقة.
فالمجتمع العربي لم يعد يُدمَّر بالحروب، بل يُهدم من الداخل. وهذا أخطر ألف مرة.
وهذا ليس تحليلًا عاطفيًا، بل واقعًا نعيشه أنا وأنت وكل من لا يزال يمتلك بقية عقل.

🧠 نحن أمام عملية “تفريغ عقلي وأخلاقي” شاملة:
• تفريغ الدين من محتواه.
• تفريغ الرجولة من معناها.
• تفريغ الأسرة من بنيانها.
• وتحويل الإنسان العربي إلى مستهلك خاضع، يشرب القهوة ويضحك على الترند بينما تُنهب بلاده وتُغتصب روحه.

وأنا لا أرى في هذا عبثًا عشوائيًا، بل مشروعًا شيطانيًا لإنتاج شعوب بلا هوية.

🧱 أين الحكّام من هذا كله؟ ولماذا يلوذون بالصمت؟

هذا هو السؤال الأخطر… والأكثر إلحاحًا.

أنا ككاتبة ومواطنة، لم أعد أقبل تلك “الحجج المعلّبة” التي تبرر الصمت على انهيار القيم:
– “نواجه تحديات خارجية”.
– “الوضع الاقتصادي صعب”.
– “لسنا مسؤولين عن المنصات”.

كل هذا كلام فارغ، يخفي وراءه تواطؤًا، أو تخاذلًا، أو عجزًا مشينًا.

✅ الحقيقة التي لا يريدون الاعتراف بها:

السلطة العربية – في أغلبها – قررت الانسحاب من معركة الوعي.
• لم يعد يهمها ما يُقال في الدين،
• ولا ما يُصدَّر للشباب من قدوات فارغة،
• ولا ما يُبث ليل نهار من مواد تُخدر الشعوب وتُربك البوصلة.

وكأننا أمام حكومات خُلقت فقط لتحصيل الضرائب، وسد العجز، وتأمين الكرسي… لا أكثر.

🕵️‍♀️ خلف الستار… جريمة كاملة

أنا لا أكتب هنا تحليلًا سياسيا مجردًا، بل أكشف كجريمة تُرتكب مع سبق الإصرار:
• هناك مَن يصنع إعلامًا لتشويه الدين،
• وهناك مَن يصمت على ظاهرة شيوخ “التسليع”،
• وهناك من يسمح ببيع الأعضاء البشرية ولا يغلق مستشفيات الموت،
• وهناك من يُطلق يد الفن الهابط لتكون “المخدر الرسمي للشعوب”،
• وهناك من يُشيع فوضى أخلاقية ممنهجة حتى لا يبقى مناعة.

أليست هذه خيانة؟

بل هي أكبر من الخيانة: إنها هندسة لتفكيك الأمة… والسلطات ترى وتعلم وتسكت.

📉 لماذا لا يتحرك الحكّام؟

كرأي شخصي… بل كصرخة، أقول:
• لأنهم فقدوا الشجاعة.
• لأنهم يخشون الحقيقة.
• لأنهم يُفضّلون البقاء على مواجهة الواقع.
• لأنهم يظنون أن القمع أضمن من الإصلاح… وأن التزييف أنفع من المكاشفة.

وأسوأ ما في المشهد أن الشعوب تبدأ تدريجيًا في “الاعتياد”، وهنا المصيبة الكبرى.

🔥 رأيي واضح: نحن نعيش “نهاية المرحلة العربية”

نهاية مرحلة الحكومات التي تدّعي أنها حامية الدين وهي تسكت على هدمه.
نهاية مرحلة القادة الذين يخطبون عن الأخلاق وهم يباركون الفساد.
نهاية مرحلة الشعوب التي تصبر على الجوع… ولكنها تحتفل بالجهل.

أنا لا أرى بوادر نهضة… بل أرى مشروع دفنٍ جماعي لقيمنا.
ولن يُصلح هذا الخراب إلا ثورة وعي، يبدأها قلم، ويُكملها صوت، وتُفجّرها غضبة شريفة.

📣 الخاتمة: هذه صرخة… وليست مقالة

أيها الحكّام:
• لا تتحدثوا عن السيادة وأنتم لا تحمون عقول أبنائكم.
• لا ترفعوا راية الدين وأنتم تسمحون بهدمه يوميًا من على منابركم الرسمية.
• لا تتحدثوا عن الأمن، وأبناؤكم يُباعون أفكارًا رخيصة، ومخدرات فكرية.

أيها الشعوب:
• من لا يغضب اليوم… سيبكي غدًا على وطن لم يبقَ فيه ما يُبكى عليه.
• من لا يرفع صوته الآن… سيُدفن بصمتٍ في حفرةٍ حفرتها له “منظومة التفاهة”.

إما أن نصحو الآن، أو نُصبح خبرًا في كتب التاريخ… تحت عنوان: “أمة ضيّعت نفسها… بيدها”.

“سأكتب ما يجب أن يُقال، ولو كره الساكتون

الوسوم: