د. إيادالبرغوثي
يبدو لي أن للمكان، إضافة إلى أمور أخرى بالطبع، دوراً مهماً فيبلورة شخصية الصديق الدكتور عبد الحسين شعبان، المركّبة المتعددة والموسوعية والسلسة والمنطلقة والإيجابية في نفس الوقت.
فماذا ننتظر من إنسان ابتدأ الحياة في النجف، ثم تتابعت محطاته، فكانت في بغداد ودمشق وبيروت وبراغ ولندن، غير أن يكون إنساناً متعدد المواهب والاهتمامات، ومطلعاً على الكثير من الثقافات، وعقلاً منفتحاً متسامحاً يرى في وجود الآخر جزءاً من وجوده، ويرى في الحقيقة ذلك الشيء الذي لا بدمن الوصول إليه، وفي الوقوف إلى جانب الحق غاية الغايات؟!
لكنه يعرف في نفس الوقت أن الوصول إلى الحقيقة والوقوف إلى جانبالحق لا يمر بالضرورة من طريق واحد كما يؤمن كثيرون، بل هناك طرقمختلفة لذلك، وزوايا عديدة يمكن النظر من خلالها. يميز تماماً بين الهدفوالوسيلة، يدرك أن الهدف واحد لكن الوسائل إليه متعددة، لذلك وقف إلىجانب أصحاب المبادئ الكبرى، وفي نفس الوقت لم يقع في الأصولية التيسرعان ما تذهب بأصحابها إلى تغييب الهدف، وتأليه الوسائل.
كانت النجف البداية «المحاطة» بالإيمان، الشرارة الأولى التي لا بد منها للانطلاق في تجربة مركّبة ومعقدة بأبعادها المختلفة وتعرجاتها العديدة،صعودها ونزولها، عنفوانها وانحناءاتها، ثم كانت بغداد الشباب والسياسة والنشاط والأحلام، ودمشق الحضارة والأصالة والعمق والثورة،وبيروت الانفتاح والثقافة والحرية والانطلاق، وبراغ الجذرية والتحدي والامل، ثم لندن المطلة على العالم، ببعدها الأرستقراطي وجوهرها الإمبراطوري «الإمبريالي».
هذا جعل من صديقنا الدكتور عبد الحسين متعدد المرجعيات وإن بدتمتناقضة، القرآن والماركسية، الإمام علي وفلاسفة التنوير، أخلاق الشرقودينامية الغرب. كما جعله متصالحاً مع نفسه في كل الحالات، منالإيمان «الفطري» في البدايات، مروراً بالثورة إلى الإصلاح. لم يشعركبأي تناقض بين هذه وتلك، بل ينتقل من حالة إلى أخرى بانسيابية ملفتة،ويوظف كل حالة باتجاه أهدافه السامية التي تتغير.
هذه المرجعيات المتعددة، والحياة الحافلة المركّبة جعلت من الدكتورشعبان «خبيراً» في مد الجسور مع الجميع، ومن مختلف الأوساط أمراءووزراء، إلى العاديين والبسطاء من الناس. أصدقاؤه مثقفون وناشطون منكل البلدان العربية، بل وكذلك من جوار العالم العربي، منهم كبار العلمانيينورجال الدين بمختلف دياناتهم وطوائفهم، كبار السياسيين والماركسيينوكبار الإصلاحيين، كبار رجال الدولة وكبار نشطاء منظمات المجتمع المدني.
اللافت للنظر، وقد كنت شاهد عيان في كثير من اللقاءات والمؤتمرات، أنهيتحدث مع الجميع بلغة واحدة، فيها الكثير من الاحترام والتفهم للجميع، رغمالفوارق والاختلافات بينهم، إنها لغة الإنسانية والتسامح والتقارب والأمل،وهذا ما جعله يحظى باحترام الجميع أيضاً.
يلفت انتباهك صدقه في التعامل مع كل هؤلاء، لدرجة تشعر فيها بأنه ليسغريباً عن أي منهم. إنه عربي وكردي وعلماني ومتدين وسني وشيعي وثوريوإصلاحي؛ رغم كل ما قد يحمله ذلك من تناقض، تلمس أنه حقيقي، السرفيه المنطلقات الإنسانية والتسامح الذي يعني احترام الاختلاف واحترامحرية الآخرين، وحق تقرير المصير، وكذلك خلو خطابه من أي بعد طائفي أو«أيديولوجي» وأية نبرة فوقية أو ضغينة، وكل شكل من أشكال التعصب.
الدكتور عبد الحسين كاتب غزير الإنتاج كما هو معروف، «نتندر» أحياناًمع بعض الأصدقاء المشتركين: من أين يأتي بالوقت والجهد الكافيين لكتابةكل ذلك؟! يهيأ لك أحياناً أن ما يكتبه قد” خلق» معه منذ الولادة، وأنه ما عليهإلا أن يختار المقال المناسب والموضوع المناسب وينشره في الوقت المناسب.
في إحدى المرات وصلنا معاً في وقت متأخر من الليل إلى العاصمة الأرمينيةيريفان، وقضينا وقتاً ليس قليلاً من الليل في انتظار إجراءات الفندق،وفوجئنا في صباح اليوم التالي بمقال جميل وغني للدكتور عبد الحسينحول يريفان وأرمينيا.
بتجربته الغنية، واطلاعاته العديدة والمتعددة، تدرك أن الدكتور عبدالحسين ليس فقط كاتباً غزير الإنتاج، بل هو مخزن للمعرفة في مواضيعكثيرة، منها ما استند إلى ما اطلع عليه من دراسات ووثائق، ومنها أيضاًوهو الأهم، ما عايشه شخصياً مثل موضوع الشيوعيين في العراق، وكتاباتهحول الكثير من المثقفين كتاباً وشعراء في العراق والعالم العربي، ومؤخراًوضع المجتمع المدني في العالم العربي الذي شغل به صديقنا مناصبرفيعة، وكان ومازال مقرباً منه إلى الآن.
ولم يكن الدكتور شعبان كاتباً غزيراً فقط، وليس باحثاً موسوعياً فقط أيضاً،بل هو كذلك مثقف مسؤول، ولا يمكن للمثقف أن يكتمل إلا إذا كان مسؤولاً. المثقف المسؤول هو مثقف «رسولي» من ناحية، يهدف لإيصال رسالته إلىكل من يعينهم الأمر. وهو مثقف مسؤول ثقافياً ومعرفياً من ناحية أخرى،وذلك عن ضرورة أن ينقل تجربته ومعرفته إلى أجيال الشباب في الأمة،الذين يعول عليهم الكثير في إنقاذها من كل ما تعاني منه، ولا يكف عندعمهم وتشجيعهم للانخراط في العمل المدني المثمر، وكذلك في العملالسياسي والأدبي.
ربما أهم رسالة يوجهها الدكتور شعبان لشباب الأمة هي ضرورة الحوار. فهو يدرك أن هذه الأمة تتكون من مكونات عديدة، يحب أن يسميهامجموعات ثقافية، وأن لكل واحدة من هذه المجموعات ظروفها وتجربتهاوطموحاتها وتطلعاتها، تلك التي بحكم الواقع والتاريخ، وكذلك المؤثراتالخارجية، لا تنسجم في كل الأوقات مع تجارب وتطلعات المجموعة الأخرى،بل تبدو متناقضة أحياناً. في هذه الحالة يدرك صاحبنا أن الحوار يكف عنكونه حاجة تكميلية، بل ضرورة لإيقاف ما قد يترتب عن غيابه من مشكلاتوتناقضات وربما صراعات وحروب، كما حدث في حالات عديدة، في العراقوفي بلدان كثيرة في المنطقة أيضاً.
وما يؤمن به نظرياً في هذا المجال سعى إلى تطبيقه عملياً. لذلك دعا إلىالحوار بين الأمم الأربع في منطقتنا (العرب والكرد والأتراك والفرس)،وتبنى ذلك عملياً من خلال منتدى الفكر العربي الذي أقام حواراً بين مثقفينمن هذه الأمم، فكان ذلك في عمّان أكثر من مرة، وكذلك في بغداد في الآونةالأخيرة.
ومثلما كانت صفات صديقنا الدكتور عبد الحسين متعددة ومتنوعة، كذلككانت اهتماماته؛ لقد جمع بين السياسة والقانون والثقافة والفلسفة والأدبمعرفياً وعملياً. مارس السياسية والقانون، وتثقف وثقف في الفكر والأدب. من يراجع مؤلفاته يجدها في كل هذه المواضيع. كتب في تجارب الأحزابالسياسية وبخاصة في العراق، وكتب في سير السياسيين البارزينوبخاصة الماركسيين منهم، وكتب عن المثقفين البارزين وعن الشعراءالعظام، عن الجواهري الذي كان يلتقيه في مقهى سلافيا الشهير على شطالنهر في براغ، وعن مظفر النواب صديق الوطن والمهجر، الذي كتب عنهكتاب عنوانه” رحلة البنفسج»، أصرّ صديقنا على أن يتم توقيعه في أكثرمن مدينة في العراق، وفي أكثر من عاصمة عربية، لما للنوّاب من مَعزّة وتقديرخاص. كأني من متابعة ما يكتب من سير ذاتية ودراسات حول شخصياتسياسية وثقافية في العراق وفي العالم العربي، أدرك أن ذلك ما هو إلا إقراربدورهم ورغبة في تكريمهم باسمه أولاً، وباسم الأجيال اللاحقة التياستفادت أو عليها أن تستفيد من تجاربهم. وفي ذلك أيضاً ما يمكناعتباره شيئاً من الاعتذار لهؤلاء عن عدم إيفائهم حقهم خلال حياتهم.
من خلال كتابات صديقنا حول تلك الشخصيات، واعتماده الملحوظ علىالذاكرة الشفوية، وتجربته الشخصية في معظم الحالات، أعطى صورةحقيقية عن أولئك الذين كتب عنهم، كما ألقى بالضوء على الحياة السياسيةوالثقافية، وعلى التاريخ المعاصر للعراق وللمنطقة العربية إجمالاً.
استناداً إلى اهتمامات الدكتور شعبان المتعددة، وإلى شخصيته الجامعةوالجاذبة، كانت له حياة عملية حافلة، وأنشطة متنوعة ومواقف لافتة. فيالجانب المهني عمل في القانون وفي الأكاديميات حيث درّس في جامعاتعديدة في العراق وخارجه، وشغل منصب رئيس جامعة اللاعنف في بيروت.
في الجانب التطوعي والعمل” المدني» غير الحكومي للدكتور شعبان كانالتنوع والتعدد أيضاً. لقد كان عضواً مؤسساً وأحياناً كثيرة المبادر لتأسيسالكثير من النقابات والجمعيات والمنتديات. أبرز تلك النقابات نقابة المحامينالعراقيين. وفي مجال حقوق الإنسان كان رئيساً للمنظمة العربيةلحقوق الإنسان، وعضواً مؤسساً في العديد من شبكات المجتمع المدنيالعربي مثل الشبكة العربية للتسامح. كذلك كان عضواً في إدارة مركزدراسات الوحدة العربية، وناشطاً في منتدى الفكر العربي ومجموعة السلامالعربي، وغيرها الكثير.
امتزجت نشأة صديقنا وصفاته واهتماماته والمواقع الرسمية التي عمل فيهاأو غير الرسمية، في تحديد مواقفه من الأمور التي تواجه الإنسان كفرد، أوتلك التي تواجه الشعوب العربية وحتى الإنسانية ككل، فكانت مواقفهالواضحة والحاسمة من الحرية، وآمن أن الإنسان لا تكتمل إنسانيته إلا إذاكان حراً. هذا يصح على الأفراد كما يصح على الشعوب. لذلك هو بوضوحمع حرية الشعوب في تقرير مصيرها. هذا بالنسبة له ينطبق على كلالشعوب والأمم، وهذا ما جعله يقف إلى جانب حق الكرد في تقرير مصيرهمفي بلده العراق.
وهو يقف إلى جانب العدل أيضاً، هذا ما جعله ينتصر للعدالةالاجتماعية وكذلك للعدالة الانتقالية حيثما احتاج الأمر إلى ذلك. هذا أيضاًما جعله يقف إلى جانب المواطنة، حيث لا تكون الدولة دولة طبيعية إلا إذاكان مواطنوها مواطنين حقيقيين، تعاملهم الدولة على قدم المساواة، وتتيح لهمالمشاركة في أنشطتها وفي اختيار مسؤولیها.
كما يقف صاحبنا بحزم ضد الطائفية، وضد التعصب، وضد استجلابالماضي ليكون أساساً لصراعات الحاضر والمستقبل. لذلك يدعو للحواركما قلنا لحل المشكلات البينية، بما فيها المشكلات التي تبدو ذات طابعطائفي، ويدعو لإبقاء الاختلاف في العقول بدل الشارع، ويقول بأن الحوارحتى لو امتد لخمسين عاماً فهو أفضل من قتال ساعة واحدة.
ويعتمد اللاعنف منهجاً لحل المشكلات بين المجموعات وبين الأمم. إنه يصرّعلى أن من يستخدم العنف هو الجانب الأضعف، واللاعنف والتسامح همادليل قوة. هو يؤمن أن الأهداف النبيلة تحتاج إلى وسائل نبيلة لتحقيقها. هذاما جعله لفترة طويلة محاضراً في موضوع اللاعنف ونائب رئيس للجامعةالتي تحمل نفس الاسم.
ومن المواقف الواضحة للدكتور شعبان نقده الواضح للنظام الدولي الحالي،ودعوته لضرورة إقامة نظام دولي جديد. رأيه في النظام الحالي أنه يفتقرإلى العدل والأخلاق، وأن القوى المتحكمة في النظام الدولي اعتبرت الإسلامعدوها الأساس بعد انهيار الاتحاد السوفييتي فكانت الإسلاموفوبيا علىاعتبار أن الإسلام دين التطرف والتعصب.
الرد على ذلك برأي صديقنا هو إيجاد وستفاليا مشرقية تهتم بالسيادةللدولة والحرية للشعب. واعتماد المشرقيين التقارب والوحدة واستخدام كلعناصر القوة القائمة من أجل التقارب.. هو في مكان ما شخصٌ هاجسُهالوحدة.
هنا ندرك كم كان د.شعبان شمولياً في تطلعاته، موسوعياً في ثقافته، وثورياًفي عمق أهدافه، وإصلاحياً في نهجه واختيار سبله ووسائله. كل ذلك كانمستنداً إلى رؤية واضحة للعلاقات الدولية، وعلاقات القوى المختلفة بعضهاببعض، ولوضع الإقليم والوضع العالمي وصراعاته وتفاعلاته.
قد يلاحظ القارئ المحترم أني تركت موقف د.شعبان من فلسطين إلى آخرالمقال، فعندما تحضر فلسطين يصبح صديقنا شخصاً «آخر»، فذلك«المتعدد» و«المناور» والدبلوماسي الحريص الذي يتقن اختيار كلماته،يصبح «أحادياً» واضحاً ومباشراً وتلقائياً، لا يشعرك بأنه بحاجة للتفكيركثيراً فيما يفكر وفيما يقول.
يدرك صديقنا جوهر المشروع الصهيوني الإمبريالي بعمق، ومدى خطورةذلك المشروع على فلسطين وشعبها وكذلك على المنطقة وشعوبها، بل وعلىالسلم العالمي، وهو ملم بتاريخ نشأة المشروع الصهيوني وبأهدافهالاستراتيجية، وكذلك بالبعد الثقافي له كمشروع عنصري لا يريد أحداًغيره، وفي أحسن الأحوال يقبل بعضهم على شكل «مخلوقات “من درجاتأدنى أو عبيد.
وانطلاقاً من فهمه للمشروع الصهيوني نجده ملماً بتفاصيل إسرائيلسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فتحدث وكتب عنها، وعن مجتمعها المتعصبوالمغلق الذي يسعى إلى «الترانسفير» للشعب الفلسطيني خارج وطنه.
لذلك كان د.شعبان ضد «الصهيونية» نظرياً وعملياً وبلا تردد. كان ضدهابحالاته المتعددة، كمثقف وحقوقي وسياسي واستراتيجي وإنسان، شاركبنشاط في لجان مناهضة الصهيونية، وأنجر كتاباً في هذا المجال بعنوان«عصبة مناهضة الصهيونية» الذي أوضح فيه خطورة تلك «الفكرة –المشروع» ليس فقط على الفلسطينيين والعرب بل وعلى اليهود كذلك.
كما شارك د.شعبان بنشاط في إيصال صورة الطبيعة الإجرامية لإسرائيلوالمشروع الصهيوني إلى الأمم المتحدة وإلى قانونيي العالم من خلالأنشطة كثيرة، كان آخرها المساهمة الجدية في تأسيس الرابطة العربيةللقانون الدولي.
وفي هذا المجال، كتب الدكتور شعبان حول العلاقة” الخاصة” بين إسرائيلوالولايات المتحدة، وأشار إلى انحياز أمريكا الكامل لإسرائيل، وإلى تماهيالمصالح الإسرائيلية والأمريكية، و«التخادم» بين الدولتين، والذي تمثّل فيالآونة الأخيرة بالجهد الأمريكي الذي يمكّن إسرائيل من اختراق العالمالعربي فيما يسمى بالتطبيع.
فيما يتعلق بفلسطين، صرّح صديقنا في أكثر من مكان، وكتب كثيراً فيموضوع الحق الفلسطيني الذي يتمثل أساساً برأيه في حق تقرير المصيرللشعب الفلسطيني، وفي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين. ووقف ضد التطبيع العربي مع إسرائيل، وأعرب عن ثقته بأن التطبيع لنيتمكن من إزالة فلسطين من الثقافة العربية ومن الوجدان العربي. لقدصارحني مراراً بأنه يتوق إلى زيارة القدس، لكنه لن يفعل ذلك ما دامت تحتالاحتلال، برغم أنه يحمل جوازاً يمكّنه من زيارتها إن هو أراد.
يقف الدكتور شعبان إلى جانب فلسطين ليس فقط نتيجة رؤية سياسيةواستراتيجية لها، وليس فقط من خلال شعور قومي بضرورة الوقوف إلىجانب شعب شقيق، بل لما أعلنه مراراً وتكراراً من أن القضية الفلسطينيةهي” أنبل وأعدل قضية على الأرض».
قلتها في السابق، وأرى من الضرورة أن أقولها الآن أيضاً: إن الدكتورشعبان المتعدد والمتسامح في علاقته بالجغرافيا والفكر والسياسة والأنشطةوالرؤى في كل شيء، يتجاوز كل ذلك، ويصيح حاداً وواضحاً وجذرياً وثورياًومؤمناً عندما يتعلق الأمر بفلسطين، كأني أتخيل أن الصديق الدكتور عبدالحسين يتبنى شعاراً غاية في الوضوح: «إلا فلسطين».