منصة ثقافية أدبية

وَطَن ماله منهوب وشرفه مسلوب


بتاريخ مايو 26, 2025 | في اراء حرة

المشاهدات : 18


                      نصير جبرين

مّنْ منكم يهدينا إلى وطن ماله منهوب ، وشرفه مسلوب ، وواقعه معطوب ، وشعبه مرعوب ، ورأسهمقلوب غير وطني العراق ؟

هذا الوطن الذي تعتلي عرشه الرصاصة ، ويعشش في دهاليزه الرعب ، وتتناهبه الأمزجة الفاسدة ،وتبتلع ثرواته الحيتان ، وتتلاعب في مصيره الصبيان ، لا نملك غير الدعاء الى خالقه أن ينزل غضبه عليهقبل رحمته ، لعلنا نستيقظ من جديد ونستبدل رؤوسنا المخجلة برؤوس عامرة بحب الله والوطنوالشعب

وجهاً لوجه أمام وطني المحتل 22 عاماً مرّت على احتلال وطني حرقت الأخضر واليابس ، ودمرّت الحرثوالنسل ، وغسلت الشوارع بدماء العراقيين ، ونشرت الخراب والدمار في كل مكان ، ودعاة الرذيلةالسياسية لا زالوا يبشرون بالغد المشرق السعيد دون أن يقف بوجههم أحد مستنكراً تدمير البلد وانهياره.

22 عاماً ورحم العراق لا ينجب غير الخوف والهزيمة والخذلان ، تهجير واغتيالات وتخوين واتهاماتوتهميش وفرسان المبادئ المعطوبة التي أخرجت الديدان والصراصير يتباهون بانتصاراتهم التاريخيةالتي أوصلتنا الى الحضيض ، ولا صرخة مسموعة غير أنين دجلة وبكاء الفرات .

22 عاماً والاسطوانة المشروخة التي تتحدث عن الديمقراطية والحرية والاستقلال تقذف سمومها فيرؤوس الفقراء ، ولا أحد يمدّ يده لإيقافها واستبدالها باسطوانة الواقع التي طالت المال العام وتسربتالى جيوب الأيتام والأرامل والمساكين من شعب العراق .

22 عاماً والدماء تنكفئ على الدماء ، والهزيمة تنام على الهزيمة ، والخيانة تفرش أجنحتها على جسدالوطن المستباح ، ومع كل فصل من فصول فجيعتنا تنطلق الزغاريد لتخبرنا بأنّ العملية السياسية بألفخير ، ما دامت المحاصصة والطائفية بألف خير ، ومع شدة التصفيق وتعالي الهتاف تنسحب العمليةالسياسة المصونة من مستنقع لآخر ، مع لغة التهديد والوعيد لكل من تسول له نفسه بالمساسبالديمقراطية الوليدة التي خرجت من أوكار الفسيفساء السياسي ، وان اليد الحديدية ستكون بالمرصادلكل من يعيق هذه المسيرة الظافرة .

22 عاماً ، وفي كل يوم يرتفع منسوب الطائفية على سطح العملية السياسية المحروسة رغم عويلالجراح ، وتكون المحاصصة قد امتدت جذورها بين الزوج وزوجته رغم كل الويلات التي نخرت جسدالحياة .

الجميع في بلدي المحتضر يلعن الطائفية في العلن ، والجميع يرعى الطائفية ويمدها بكل مقوماتالعافية في السر ، والجميع يلعن السارق والسارقة ، ويناشد هيئات النزاهة بالكشف عن الفاسدينوالمفسدين وما بينهما ، والجميع يمارس الفساد من أوسع أبوابه في عز الظهيرة ، والجميع يبتهل الىالله بأن يديم نعمته عليهم ، والله غائب عن المشهد برمته .

مَنْ منكم أيها السادة يعرض علينا وطناً يمارس ساسته الكذب والدجل أكثر من ساسة وطني المنهوب ؟

  • مَنْ منكم يفتش في خبايا التاريخ وأوكار الماضي ليخرج لنا بصورة تشبه صورة وطني الجريح !!!
الوسوم: