د. رؤى الدرويش الطرفي

الجزء الاول:

في ظل تسارع التطور التكنولوجي والاجتماعي والثقافي ، أصبحت الأحزاب السياسية في حاجة ملحة لتجديد دمائها وتبني أفكار معاصرة تعبر عن تطلعات الشباب , خاصة أن الشباب يمثلون النسبة الأكبر من المجتمع . لذا فإن إشراكهم في الحياة السياسية وتقديمهم كقيادات مستقبلية يعد من الأولويات الضرورية.

 

أهمية الدماء الجديدة:

 

تعتبر الدماء الجديدة في الأحزاب السياسية ضرورة أساسية لاستدامة العمل السياسي وتأمين استجابة فعالة للتغيرات المجتمعية. فالتجديد يعكس ديناميكية الحزب وقدرته على التكيف مع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية و الحاجات العامة التي تحركها تلك المتغيرات.

 

فحراك الشباب في الساحات السياسية، يمثل طاقة حيوية تحمل أفكارًا طموحة ورؤى جديدة في قراءة واقع متحرك نحو البناء والمعرفة.

حيث ظهرت أحزاب جديدة يقودها شباب مثل حركة “أجيال بلا حدود” في بعض الدول العربية، التي تشجع على توفير الفرص التعليمية والوظيفية وتعمل على قضايا مثل حقوق المرأة والبيئة، مما يعكس احتياجات الشباب وتطلعاتهم نحو البناء والتقدم.

دور الشباب كقادة:

يعد الشباب همزة الوصل الاكثر قدرة للتحرك بين المجتمع والاحزاب التي تمثل الواقع السياسي , حيث تمكنهم من تقديم الرؤية الواقعية والقدرة العالية في التاثير بالاوساط الاجتماعية التي يعملون في ساحاتها ولنا مثال الربيع العربي وقدرة الحركات الشبابية في تنظيم الاحتجاجات و المطالبة بالتغيير, والذي فرض واقعا جديدا اعادت من خلاله الكثير من الانظمة السياسية تعاملها وصياغة برامجها وفق معطيات الحراك الشبابي المثير .

تعزيز القيم الديمقراطية:

تسهم مشاركة الشباب في الأحزاب السياسية في تعزيز القيم الديمقراطية، حيث يتعلمون من خلالها مهارات القيادة، العمل الجماعي، والنقاشات الديمقراطية. وبالتالي، يمكنهم أن يصبحوا قادة واعين يعملون على صنع سياسة أكثر شمولية ومراعاة لاحتياجات جميع الفئات.

أمثلة على قيادات شبابية مؤثرة:

1. غريتا ثونبرغ (السويد): على الرغم من كونها ناشطة مناخية، إلا أن تأثير غريتا تجاوز حدود النشاط البيئي، حيث أصبحت رمزًا عالميًا لقضية التغير المناخي. حفزت شباب العالم على المطالبة بتغييرات سياسية جذرية فيما يتعلق بالبيئة، مما دفع الحكومات إلى أخذ هذا النداء على محمل الجد.
2. شما المزروعي ( الامارات) : تعتبر اول وزيرة لشؤون الشباب في الامارات واصغر وزيرة في العالم عند تعيينها, حيث تعمل على تمكين الشباب وتطوير السياسات الخاصة بهم
3. أيه بدير ( لبنان) : مؤسسة شركة Little Bitsللتكنلوجيا و التعليم و من ابرز رواد التكنلوجيا التعليمية
4. جوشوا وونغ( هونك كونك): ناشط سياسي وقيادي في الحراك الديمقراطي , عرف بقياداته لحركات طلابية مؤثرة رغم صغر سنه.

هذه الأمثلة توضح كيف يمكن لدماء جديدة وأفكار شابة أن تُحدث فرقًا فعليًا في النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن إشراك الشباب في العملية السياسية لا يعزز فقط فعالية العمل الحزبي، بل يساهم أيضًا في بناء مجتمع سليم يتسم بالابتكار