د. خالد الشفي
ربما العنوان بحاجه الى اعادة النظر ..لاننا نعرب (ولانترجم) وربما نقتل المعنى ..
ربما الاصح هو:
تواصل انساني ام تقاطع لاانساني !!
الغرب يستعمل عبارةsocial skills وهي تعني اتقان وسائل المخاطبه والمعاشرة بين الناس بغض النظرعن الدوافع (وهذا مرفوض في الاسلام)!
اما اذا قلنا تواصل انساني ..نعني تواصل بني البشر على اساس الفطرة السليمه..بما يجلب المودةوالسعاده للجميع .. فرق كبير في الفهم والاثر!
لان معنى كلمة اجتماعي هو التآلف والعشرة الحميده لبقاء النوع ..واعمار الطبيعه..
حيث وصف الانسان انه حيوان(مخلوق) اجتماعي وهذا ليس حصرا على بني البشر وانما يشترك بهذهالصفة الكثير من المخلوقات..حيوان او نبات وحتى الحيوانات المجهريه لها وسائل التخاطب فيما بينهاوهناك جينات تدعىquorum sensing genes..وهي تشير الى ان النصاب quorum قد اكتمل في حالةتكوين الغشاء الحي(biofilm) كما هو مثلا في رئة مرضى تليف الرئه مع الاكياس الهوائيه (cystic fibrosis)وهناك بحوث مختبريه للحد من هذه الرسائل بغية تقليل حدة الاصابه…
اما في بني البشر فان فائدة التواصل الاجتماعي كبيرة جدا على المستوى الفردي والاجتماعي
..ينضج بها عقله ويصح جسده وتطيب بها نفسه..والعقل السليم في الجسم السليم ..
وقد يصح عليها في اغلب الاحيان مايصح على المجالس (المجالس كالمدارس)..اخذ وعطاء ..وقيمة كلامرئ مايحسنه.
والذي عزز هذا النوع من التواصل هو جائحة الكورونا سيئة الصيت وهذا من المفارقات..رب ضارةنافعه!.
وفي كثير من الاحيان غطى التواصل الاجتماعي على فائدة الصحف المحليه واخبار الاذاعات…حتى انامبراطور الصحافه (مردوخ )باع اكثر ممتلكاته الاعلاميه..لهذا السبب.
وكما سمعته من تعليقات الBBC البريطانيه ان الفرد العادي اصبح مراسلا ..محللا..مخرجا.. ومصوراللاحداث ..اذكر هذا الاهتمام عندما زادت شعبية المستر كوربن رئيس حزب العمال انذاك والذي اثارحفيظة القائمين على النظام البريطاني(establishment)…وربما (والله اعلم )..بدأ التخطيط لنشرالاخبار الكاذبه والمظلله (disinformation ) عن هذا الطريق
الجديد…بغية التأثير على الرأي العام وهو امر أساسي لمن اراد ان يتعرف على السياسه في العالم الغربيالحر..بل كل العوالم ..
كذلك شاهدنا كيف اثر التواصل على شعور الناس في كل انحاء العالم ..والذي كشف نفاق
الاعلام الغربي واهماله للحالة الانسانيه في غزه وغيرها بل كشف التناقض بين السياسه الخارجيهوالداخليه للكثير من الدول شرقية كانت ام غربيه ..متقدمه او متخلفه..
ولاننسى ان ماصاحب هذا التطور في الاتصال من وجود المكتبه العامه والهائله في موقعگوگل(Google) والذي يعني حرفيا ال (مالانهاية)..كذلك موقع ال(YouTube ) في نشر المعلوماتالمفيده بين الناس بشكل مجاني (في اغلب الاحيان) ،وقيل في الاسلام، زكاة العلم نشره.
كذلك التخابر بين افراد الاسرة الواحده اينما كانوا على سطح الكرة الارضيه…والذي يشبه ماشاهدناهعندما كنا اطفال في الافلام وهو الcrystal ball او البلورة السحريه.
كل ماذكرناه هو الخير بعينه..
اذن اين المشكله؟
المشكلة كما قيل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين (Two edges swords ) ..
لابد من تدريب وتأهيل افراد الاسرة وخصوصا الاطفال قبل البلوغ ! والمجتمع على استعمال هذا المنتجالاعلامي الجديد ..الذي في خارجه الرحمة واحيانا في باطنه العذاب ..
من المسؤول؟
كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته..
واذكر بغض الخطوات منها:
1-التعليم والالمام بكل الامور فی الجانب المعرفي ما أمكن .. هو الحصانه الوحيدة من هذا التيارالمعرفي الجارف..
لاتكن صفحة بيضاء يكتب بها الجهله والمخادعين..سراق الضمائر.. والاعلام.
كن محصنا بالعلم النافع ..فاعلا للخير ..ومدلا عليه !!
ولاتخوض مع الخائضين..
ماسلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين…
2-التدرب على اسلوب التعبير لایصال الفكرة
وهنا اذكر التفاتة مهمه لمحمد شحرور وهي ضعف العرب في فهم القران الكريم ناتج عن ضعفهم فيالتعبير..(ربما لا اتفق معه في امور اخرى ).
3-التحلي بالثقافة الجامعه والاسلوب الودي والابتعاد عن الثقافه الاقصائيه..inclusive exclusive NOT ..اجتناب كل مايؤدي الى الفتنه في المجتمع.. واسقاط الرموز الخيره..
4-معالجة الاختلاف والتدرب على الاختلاف
وادب الاختلاف ..(في السر نصيحة..وفي العلن فضيحة) !!
وادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنه وجادلهم بالتي هي احسن.
5-التواضع في الكلام..التعبير الواضح عن الفكرة وربما اعادة التوضيح لتجنب سوء الفهم ..والتأكدوالاعتذار عند الخطأ..وهو شجاعة ادبيه بلا شك يتمتع بها اصحاب الشخصيات القويه.
7-الخوف من نظرة الاخرين.. هو عدو الانسان الاول في كل حين ومكان ..قل رأيك ولاتخف ولكن احترمشعور الاخرين…be yourself .
كل ما ذكرته من اخلاق حميدة بحاجة الى التدرب والممارسه الفعليه ..حتى تكون جزأ من السلوك ( الشخصيه) ..والا التحدث بها من دون ممارسه هو تدرب على النفاق والازدواجيه…
وهنا لابد من ذكر قصة احد الموفدين للدراسات العليا في بريطانيا كان في بيت عائلة انكليزيه وكسرتابنتهم مزهريه
.وخافت البنت من توبيخ الوالدين عندما رجوعهم إلى البيت..فقام واشترى مزهريه وطيب خاطر البنتوطمأنها انه سيقول هو الذي كسر المزهريه .. وما ان كشف الامر واذا بالعائله تطلب منه ان يغادر المنزل لانهم اعتبروا تصرفه (وان كان عن طيب نفس)
هو بمثابة تدريب على الازدواجيه ..والقصه معروفه !.