محمد عبد الجبار الشبوط
في حساب احتمالية وامكانية اقامة دولة حضارية حديثة في العراق يمكن تصور الاحتمالات التالية:
الاحتمال الاول: ان اقامة د ح ح في العراق مستحيلة بسبب تفشي الفساد وخاصة على مستوى الطبقة السياسية المتحكمة في زمام الامور.
الاحتمال الثاني: ان اقامة د ح ح في العراق صعبة او صعبة جدا بسبب العقبات الكثيرة الموجودة في المجتمع العراقي، كالتخلف الحضاري.
الاحتمال الثالث: ان اقامة د ح ح في العراق ممكنة باطلاق بسبب الايمان بهذا النموذج لدى نخبة من الناس.
واذا استبعدنا الاحتمال الاول والثالث وأخذنا بالاحتمال الثاني على قاعدة خير الامور اوسطها، فانه من المعقول القول ان اقامة د ح ح في العراق ممكنة لكن صعبة.
وقبول القول بالاحتمال الثاني يجعل من المعقول المضي قدما بالتفكير والعمل على اقامة د ح ح في العراق، بمعنى ان العقلاء من القوم سوف يتقبلون فكرة د ح ح والعمل على اقامتها في العراق، لان خلاف هذا القبول موقف غير عقلاني.
وعليه، ينفتح القول بان إقامة دولة حضارية حديثة في العراق تعتمد على عدة عوامل منها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتكنولوجية. وذلك كما يلي:
1. السياسة والحكم: يتطلب الأمر حكومة مستقرة وقابلة للمساءلة تتمتع برؤية واضحة للمستقبل. يجب أن تكون هناك سيادة قانون وحكم رشيد ونظام سياسي يعزز الشفافية والمشاركة السياسية لجميع فئات المجتمع. هذا لان الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة من الركائز الاساسية للدولة الحضارية الحديثة.
2. الاقتصاد: ينبغي تعزيز الاقتصاد من خلال تشجيع القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية، وتطوير قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات. الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، خاصة النفط، سيكون أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة. والفكرة الاساسية في اقتصاد د ح ح هي زيادة الانتاج والانتاجية والعدالة في التوزيع، لتحقيق الرفاه والحياة الكريمة للانسان.
3. التعليم والتكنولوجيا: تحسين النظام التعليمي والاستثمار في التكنولوجيا والابتكار يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تطوير دولة حديثة. التركيز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) يعتبر أساسيا للنمو الاقتصادي المستدام. كلمة “STEM” هي اختصار لأربعة مجالات دراسية: العلوم (Science)، التكنولوجيا (Technology)، الهندسة (Engineering)، والرياضيات (Mathematics). تمثل هذه المجالات جزءًا مهمًا من التعليم الحديث، وذلك لأنها تلعب دورًا رئيسيًا في الابتكار والتطوير التكنولوجي، وتساهم بشكل كبير في النمو الاقتصادي والتقدم المجتمعي. يُشجع التعليم في هذه المجالات لتأهيل الأفراد بمهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، وهو ما يعد ضروريًا لمواجهة تحديات المستقبل. الاستثمار في التعليم والعلم والابتكار سمة اساسية من سمات د ح ح.
4. البنية التحتية: بناء بنية تحتية قوية يشمل تطوير النقل، والاتصالات، والطاقة، والمياه، والصحة، مما يعزز حياة المواطنين ويسهل عملية التنمية.
5. المجتمع المدني: بناء مجتمع مدني قوي يعترف بالتنوع الثقافي والديني يعمل على تعزيز التماسك الاجتماعي والسلام. لا يمكن تصور د ح ح بدون مجتمع مدني فعال ذو دور كبير في الحياة العامة ويتكون من مواطنين فعالين يشعرون ويلتزمون بمسؤوليتهم الاخلاقية عن المجتمع.
6. الأمن: توفير الأمن والاستقرار من التحديات الأساسية للتحول إلى دولة حضارية. محاربة الجماعات المتطرفة وضمان الأمن الداخلي من خلال قوات أمن مدربة ومجهزة بشكل جيد.
7. الانفتاح على الحضارات الأخرى: تعزيز التبادل الثقافي والانفتاح على التجارب والخبرات الدولية يمكن أن يسهم في تطوير وتعزيز الحضارة المحلية والاستفادة من النجاحات والدروس المستفادة من الدول الأخرى.
ويتعين ان نتذكر بوضوح ودائما ان المسار ليس سهلًا، لكن بتضافر الجهود الوطنية والدولية، توجد إمكانيات كبيرة لتحقيق هذا الطموح.