امير الخطيب
صمم الانسان الكمبيوتر، على شاكلة عقله ، ففيه ذاكره عشوائية و ذاكره صلده، الذاكره العشوائية هيحين تحفظ رقم تليفون، عنوان او صورة، لغرض موقت، تبقى تلك الأشياء معك لفتره ثم تزول ، و انبقيت فلن تبقى اكثر من الغرض الذي حفظته لها.
اما الذاكره الصلدة التي تجمع صور لأشخاص و احداث تركت تأثيراً في داخلك ، سلبا او ايجابا، و كما يقولباشلار، “يبقى المكان الاول هو الاجمل في حياة الإنسان” و كذلك الحوادث البشعه و من سبب لك الأذى و من تسبب في حزنك او تحطيم مستقبلك، تبقى هذه الأشياء عالقه في ذاكرة الإنسان طالما يحيا.
في اعتقادي ان للذاكره الصلدة شقان، الاول هو الجانب السلبي، و هذا ياخذ بالتكلس ، ضربة بعد اخرى،مما يسبب تعميق الالم و الالحاح بعدم النسيان، و قد يسبب في أمراض نفسية مستقبليه للانسان، ذاكرهالماضي المؤلم هذه تتضح صورها اكثر فأكثر حين يتقدم الانسان في العمر، و لا شيء يردم هذه الهوةغير التغاضي و النسيان و كما يسمى في الاديان ” التسامح” لينتقل إلى مرحلة الإنسان السوي.
تكلس الذاكره السلبية هذا ، باعتقادي هو ذاكرة ماضوية ميته، لماذا ميته، لانها تكبل الانسان و تجعلهيقف عند نقطة واحده، لا يتجاوز سلبياتها بل يحاول ان ينتقم او يحفر آبار ليسخرج المياة التي قد يعرفانها اسنه و غير صالح للشرب.
صحيح ان الإنسان لا يتعلم إلا من أخطاءه و تجاربه الفاشله احيانا، لكنه ان تجاوز هذه المشاكل التيواجهته، فانه ينتقل إلى الجانب المضيء من النفق و يتجاوزه بسلام.
الذاكره الحية هي الذاكرة التي تنقلك كفراشة بين الأزهار، هي التي تجعل منك تحيا لا ان تعيش، حينتتذكر ذاكرة عاطفية، او معلمٌ علمك أشياء ، و تجاوز عن درايه الغش الذي عملته في الامتحان او اخ اكبراعطاك فلوس اكثر حين حاولت فتح خزانته لتسرق منها.
هذه الذاكره تبقى حية لانها تدفعك للحياة، تدفعك لترى الشمس كل صباح تغزل خيوطها الذهبيهوتمنحك الطريق واضحا، طريق آمن ليس فيه زلق او اي عدائية لاحد.
فأما ان يصبح الإنسان “جهازاً “ لا احساس له كجهاز الكمبيوتر يغذيه بالارادة التي يرغب و يزيل عنهالذاكرة التي لا يريد، او يعرف انه من بشر، نعم لدينا ذاكرة عشوائية، لكن ليس بايدينا ان نمحي ما نريد،لكن…
بارادتنا ان “نمحي” او نتجاوز عما نريد
“الارادة اقوى من الاستطاعه”، هذا الشعار لازمني منذ طفولتي