المستقل / بغداد
وتأتى زيارة السوداني في ظل المتغيرات الجديدة التي تشهدها المنطقة وبدء العد العكسي لتولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الحكم في البيت الأبيض في 20 يناير الجاري.
وقال السوداني، في مقال نشر على صحيفة “التلغراف” البريطانية إن “الزيارة إلى لندن تعكس التزام حكومتي بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين العراق والمملكة المتحدة”، مبيناً أن “الشراكة مع المملكة المتحدة عميقة الجذور في التاريخ وتطمح إلى آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي”. بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية.
وأضاف أن “لقاء الملك تشارلز الثالث له أهمية رمزية كبيرة لأنه يؤكد العلاقات التاريخية الدائمة بين بلدينا ويسلط الضوء على الأهمية التي نوليها لتعميق الحوار والتنسيق بشأن قضايا الأمن والاستقرار والتنمية في منطقتنا”، مشيرا إلى أن “هذه الزيارة تأتي وسط أحداث غير مسبوقة ومتصاعدة في الشرق الأوسط، لا تهدد المنطقة فحسب، بل تهدد أيضا بصراعات أوسع نطاقا”.
وتابع “يتزامن ذلك مع التحولات في سوريا، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة للتضامن الإقليمي والدولي لضمان احترام الإرادة الحرة وتطلعات الشعب السوري وحماية حقوق الأقليات والحفاظ على التنوع العرقي والديني والاجتماعي الغني في سوريا”.
وذكر رئيس الوزراء العراقي أن العلاقة بين العراق والمملكة المتحدة قد شهدت تحولات كبيرة خلال العقود الأخيرة، مؤكداً أنه مع تحقيق العراق لمستويات أعلى من الأمن والاستقرار، حان الوقت للانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية المستدامة.
وأشار إلى أن “هذه الشراكة تهدف إلى المساهمة في تنمية العراق وتنويع مصادر دخله مع توفير فرص موسعة للمملكة المتحدة في سوق واعدة ذات إمكانات بشرية واقتصادية كبيرة”.
وأوضح أن “مناقشاتي مع السير كير ستارمر وكبار المسؤولين الحكوميين ستركز على سبل دعم خططنا الطموحة لإعادة تأهيل البنية التحتية وتطوير القطاعات الإنتاجية، ولا سيما الطاقة، التي لا تزال العمود الفقري للاقتصاد العراقي”.
وأضاف رئيس الوزراء العراقي أن “الشركات البريطانية البارزة لعبت دورا رئيسيا في تطوير حقول النفط الهامة مثل الرميلة وكركوك لسنوات، وفي الآونة الأخيرة تم تعزيز هذا التعاون من خلال اتفاقية جديدة مع واحدة من أكبر الشركات البريطانية لإنشاء مشروع غاز رئيسي يتضمن إعادة تأهيل حقول شركة النفط الشمالية وبناء بنية تحتية واسعة لصناعة البترول، ما يعكس الثقة المتبادلة والالتزام المشترك بالبناء على النجاحات السابقة”.
وأكد “سنواصل تشجيع المزيد من الاستثمارات البريطانية في النفط والغاز، وكذلك في مشاريع الطاقة المتجددة، كما ونهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية التي شهدت نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة على مدى العامين الماضيين”، مشيرا إلى أن “الشركات البريطانية حصلت على عقود رئيسية في مختلف المجالات، بما في ذلك البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا والصناعة والدفاع، بقيمة إجمالية تتجاوز 3 مليارات دولار (2.46 مليون جنيه إسترليني)”.
ولفت إلى أن “صادرات المملكة المتحدة إلى العراق تجاوزت مليار دولار في عام 2024، مما يمثل زيادة بنسبة 6.4 في المائة مقارنة بالعام السابق، حيث تضم 36 في المائة من الصادرات السلع و37 في المائة من الخدمات”.
وأوضح أنه “خلال هذه الزيارة سيتم الإعلان عن العديد من المشاريع الرئيسية المخصصة للشركات البريطانية، بقيمة مليارات الدولارات، كما ونطمح إلى رؤية المملكة المتحدة كشريك استراتيجي في مشاريعنا الطموحة، وفي مقدمتها مبادرة طريق التنمية، التي تهدف إلى وضع العراق كمركز تجاري عالمي يربط بين الشرق والغرب”.
وتابع قائلا إن “هذا المشروع سيوفر فرصة حقيقية للخبرة البريطانية في إدارة وتمويل مشاريع البنية التحتية الرئيسية، مما يوفر منصة تعاونية تفيد المصالح الاستراتيجية لكلا البلدين مع تعزيز الاستقرار الاقتصادي الأوسع في المنطقة”.
وأوضح رئيس الوزراء أن “هذه الزيارة ستتناول مجالات رئيسية أخرى، بما في ذلك مواصلة إصلاح القطاع المصرفي العراقي بالتعاون مع المؤسسات المالية البريطانية وتبادل الخبرات في التحول الرقمي والتقنيات الحديثة لتحسين الخدمات الحكومية وتعزيز الكفاءة الإدارية”، مشدداً بالقول “نحن مصممون على توجيه الاستثمارات في تطوير التعليم والتدريب لتزويد الشباب العراقي بالمهارات اللازمة لتلبية متطلبات المرحلة التالية من التنمية”.
وذكر “إننا ندرك الحاجة إلى حماية المكاسب الأمنية التي تحققت بدعم من شركائنا الدوليين في لندن، وسنستكشف طرقا لتعزيز التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، وحماية الاستقرار المحلي والإقليمي على حد سواء”، مؤكدا “السعي إلى الاستفادة من الخبرة البريطانية في الصناعات الدفاعية والعسكرية لتعزيز قدرات العراق في هذا المجال الحاسم”.
وأوضح، أن “الاجتماعات القادمة في لندن تحمل رسالة واضحة وهي التزام العراق ببناء شراكات تقوم على المصالح المشتركة والرؤية التطلعية، حيث نحن نبحث عن شريك عالمي له وزن سياسي واقتصادي، والمملكة المتحدة في وضع جيد للعب هذا الدور الحيوي”.
وتابع “نحن نشرع في فصل جديد من النمو وإعادة الإعمار، بالاعتماد على إرث تاريخي مشترك ورغبة حقيقية في بناء جسور تعاون أقوى”، معبراً عن ثقته أن “نتائج هذه الزيارة لن تعزز التبادل الاقتصادي فحسب، بل ستضع أيضا الأساس لتعزيز العلاقات الأمنية والثقافية”.
واختتم قائلا “العراق بموارده البشرية وثروته الطبيعية وموقعه الاستراتيجي، يطمح اليوم إلى أن يكون ملاذا للاستثمار ووجهة للشركات العالمية، ولا يمكننا التفكير في أصدقاء وشركاء أفضل من أولئك الموجودين في المملكة المتحدة لمواصلة هذه الرحلة وتحقيق تطلعاتنا المشتركة لمستقبل يزد من الازدهار والاستقرار”.
ويبدأ رئيس السوداني، بعد ظهر اليوم الاثنين، زيارة إلى المملكة المتحدة، تلبيةً لدعوة رسمية من رئيس الحكومة البريطانية.
وسيجري السوداني سلسلة من اللقاءات، أبرزها اللقاء بعاهل المملكة المتحدة الملك تشارلز الثالث، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فضلاً عن اللقاء بعدد من كبار المسؤولين في الحكومة البريطانية، كما سيعقد لقاءات مع ممثلي الشركات وقطاع الأعمال، فضلاً عن عقد ندوات وحوارات مع مراكز بحثية متخصصة، بحسب بيان رسمي لمكتبه الإعلامي.
وتأتي زيارة رئيس مجلس الوزراء في إطار تعزيز آفاق التعاون بين العراق والمملكة المتحدة، حيث ستشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مسارات مختلفة، لاسيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والأمنية.
ويرافق السوداني في زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة وفد رفيع يضم عدداً من الوزراء، وأعضاء مجلس النواب، ومحافظ البصرة، وعدداً من المستشارين، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص، ورجال الأعمال والصناعيين المتخصصين في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأجرى السوداني في 8 يناير الجاري زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية طهران هي الأولى له في عهد الحكومة الإيرانية الحالية منذ تشكيلها في أغسطس 2024، حيث التقى بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والمرشد الإيراني علي خامنئي، حيث أكد خلالها عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، وعدم زجه في المتغيرات السياسية في المنطقة، فضلا عن مناقشة عدد من الملفات تتعلق باستيراد الغاز والديون المترتبة على العراق.
كما أجرى السوداني زيارات عديدة إلى دول المنطقة بعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد، منها الأردن والسعودية، حيث ناقش مع قادة هذه الدول قضايا أمنية، كما شارك العراق في مؤتمر العقبة الذي عقد في الأردن، بمشاركة دول عدة بينها الولايات المتحدة.
ومع سقوط النظام السوري والتوجه نحو تشكيل حكومة بديلة، يواجه العراق تحديا إستراتيجيا يتمثل في الحفاظ على مصالحه الوطنية وبناء علاقات إيجابية مع القيادة السورية الجديدة، بشكل يخدم استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها، إذ ينبغي لصانع القرار العراقي أن يأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار فهم القوى الجديدة وتحليل امتداداتها، وعوامل قوتها وضعفها وتحصين الحدو
You actually make it appear so easy along with your presentation however I in finding this topic to be actually one thing that I think I would by no means understand. It sort of feels too complex and very extensive for me. I’m having a look forward in your subsequent post, I’ll attempt to get the hold of it!